إن الأمن الذي انتشر في أرجاء المملكة فأصبحت مضرباً للمثل بين الدول في شيوع العدل وتدني نسبة الجريمة بمختلف أشكالها ، كان نتيجة حتمية لما توفر لمؤسس المملكة جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله من إرادة عازمة وبصيرة ثاقبة في تطبيق أحكام شرع الإسلام الذي هو نهج المملكة العربية السعودية ومنار مسارها ، فبعد طول تمزق وفوضى عم الأمان واطمأنت النفوس على يد قوة الخير التي تم توظيفها بأقصى فاعلية لحماية المواطن ، والدفاع عن الوطن فلا تسمح بالعبث بأمنها في الداخل أو من الخارج ، كما لا تتدخل في شئون الآخرين فأصبحت واحة مشرقة للسلامة والسلام ، مصانة الحدود عزيزة الجانب .

   وعلى نهج والده العظيم أسهم الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بدور محوري في ترسيخ مسيرة الأمن مفهوماً وواقعاً منذ أن تسلم مهام وزارة الداخلية في 3 جمادى الآخرة 1382هـ ، فشحذ قدراتها بعزيمة ماضية ، وسعى بنجاح في تنظيم شؤونها والارتقاء بأدائها من خلال رؤية معرفية واعية وتقدير سليم ، واستخدام أمثل للطاقات القادرة على تحمل المسؤوليات الجسام للأمن الداخلي التي تتطلب المتابعة والتدقيق والنزاهة مع السرعة في اتخاذ القرار الصائب ، فكان حفظه الله رائداً في تحديث وزارة الداخلية وتعزيز إمكانياتها وتفعيل أدوارها لتقوم بمهامها كواحدة من السمات المضيئة للمملكة العربية السعودية ، كما كان قبل ذلك رائد التعليم والتربية المنهجية عندما كان أول وزير للمعارف .

   وواصل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات المسلحة دعمه لقطاعات الأمن الوطني وفروعه كافة يؤازره في مهامه الجسام أخوة لم يحيدوا عن نهج والدهم المؤسس فحرصوا على صيانة وتعزيز منجزات الأمن والأمان بأبعادها العميقة من خلال مؤسسات عصرية بارزة هي : ( ـ وزارة الداخلية ـ وزارة الدفاع والطيران ـ الحرس لوطني ) .