توسعة الحرمين الشريفين

 كلمة في توسعة الحرم المكي الشريف

   يعد مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في خدمة الإسلام المسلمين وعقد من اللآلىء التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور .

   وتتضمن توسعة الحرمين الشريفين نزع الملكيات وتطوير شبكات الخدمات والأنفاق والطرق .

   ولإنجاز هذه الأعمال الجليلة أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ما يزيد على 70 مليار ريال على توسعة الحرمين الشريفين في السنوات الأخيرة فقط .

   ويقف اليوم مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلماً إسلامياً شامخاً ستظل تردده الأجيال المسلمة شاهداً على ما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين .

   كما تشمل ثمانية عشر مدخلاً عادياً بالإضافة إلى بوابة رئيسية أطلق عليها اسم // بوابة الملك فهد // كما تشمل التوسعة مأذنتين مشابهتين للمآذن الموجودة سابقاً.

   وتشمل التوسعة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين إلى السطح والدور الأول في وقت الذروة والمواسم وخصوصاً كبار السن والعجزة وثلاث قباب تبلغ مساحتها // 225 // متراً مربعاً وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج من وإلى الحرم .

   وقد روعي في تنفيذ هذا المشروع أن يكون متميزاً من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف //356// ألف متر مربع بما في ذلك المساحات المحيطة به والمخصصة للصلاة وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك // 152 // ألف متر مربع ليتسع لـ //770// ألف مصل بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود // 340 // ألف مصل. ويمكن أن تتضاعف طاقته الاستيعابية في أوقات الذروة وأصبح مجموع المداخل العادية للحرم خمسة وأربعين مدخلاً بالإضافة إلى أربع بوابات رئيسية وعدد المآذن تسع مآذن وعدد السلالم الكهربائية المتحركة سبعة سلالم بالإضافة إلى السلالم العادية .

   وتم إنشاء محطة مركزية بمنطقة كدي لتكييف الحرم ويتم نقل المياه المبردة من هذه المحطة عبر أنابيب داخل نفق ممتد من الحرم إلى موقع المحطة حيث يتم ضخ هذه المياه المبردة الخاصة بالتكييف إلى مبنى التوسعة إذ تدخل هذه المياه إلى البدروم السفلي بالتوسعة الذي يشتمل على 102 مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء .

   وتم الانتهاء من هذا المشروع بالكامل وتم تكييفه مركزياً وتزويده بالفرش الفاخر وإضاءته وتزويده بمكبرات الصوت ليتمكن المصلون من سماع صوت الإمام بكل وضوح وتوفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء الموزعة في أرجاء الحرم ولا يقتصر مشروع خادم الحرمين الشريفين على إضافة هذا المبنى إلى مبنى الحرم الحالي فحسب وإنما يشتمل على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة فيها حيث نزعت ملكية العقارات الموجودة بها وأزيلت وتم تبليطها بالبلاط الفاخر وإضاءتها بأبراج إنارة عالية وفرشها بالفرش الفاخر أوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة وذلك لأداء الصلاة بها لتخفيف الزحام داخل الحرم المكي الشريف .

   وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات أكثر من أربعين ألف متر مربع وتستوعب أكثر من خمسة وستين ألف مصل في الأيام العادية وتتضاعف في أيام الذروة .

   ويتضمن المشروع إنشاء نفق للسوق الصغير الذي يمتد من ميدان الشبيكة إلى أنفاق أجياد السد والذي يفصل حركة المشاة عن حركة السيارات أمام المنطقة الواقعة أمام بوابة الملك فهد وبوابة الملك عبدالعزيز ليتمكن المصلون من الدخول والخروج من وإلى الحرم المكي الشريف بكل يسر وسهولة وكذلك الاستفادة من هذه الساحات لأداء الصلاة فيها .

   وتم الانتهاء من هذا النفق الذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من ستمائة وخمسين مليون ريال .

   كما تتضمن التوسعة تنفيذ عبارات خرسانية في منطقة ما حول الحرم المكي الشريف يتم تنفيذها بشكل دائري لتمديد خدمات المرافق العامة بها من مياه وصرف صحي وهاتف وكهرباء وغير ذلك دون اللجوء إلى التكسير وذلك للحفاظ على جمال المنطقة حيث تقوم كل جهة بتمديد خدماتها عبر هذه العبارات الخرسانية الموجودة تحت الأرض .

   وهناك العديد من المشروعات الحيوية سيتم تنفيذها مستقبلاً بإذن الله بمنطقة ما حول الحرم المكي الشريف بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله .

   كما أن هناك العديد من المشروعات التي تم تنفيذها بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة ومنها إنشاء ستة جسور بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من وإلى الحرم لمن يؤدون شعيرة السعي حتى يتمكنوا من أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة ودون أي ازدحام أو مضايقة ومشروع تبريد مياه زمزم آلياً ومشروع استبدال رخام صحن المطاف برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق في أي وقت ليلاً ونهاراً كما تم توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة لاستيعاب أكبر عدد من الطائفين واستبدال السياج الخشبي حول أروقة الحرم المكي الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذي يحمل زخارف إسلامية مميزة .

   ومشروع تهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة فيه أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الزحام داخل الحرم وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه0 وعندما شعر حفظه الله أن مساحة المسجد النبوي الشريف لا تستوعب المصلين ولا توفر الخدمات اللازمة لهم أمر خلال زيارته الميمونة للمدينة المنورة في شهر محرم من العام 1403هـ الموافق شهر أكتوبر من العام 1982م بتوسعة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم توسعة كبرى لتستوعب أكبر عدد من المصلين على أن تمتد هذه التوسعة من جهة الغرب حتى شارع المناخة ومن الشرق إلى شارع أبي ذر بمحاذاة البقيع ومن الشمال حتى شارع السحيمي .

   وفي يوم الجمعة التاسع من شهر صفر العام 1405هـ وفي لقاء حافل وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لهذه التوسعة المباركة التي فاقت كل التوسعات السابقة .

   وقد بدأ العمل في هذا المشروع الضخم في السادس عشر من شهر محرم العام 1406هـ وتضمنت التوسعة إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد القائم يحيط به متصلاً من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82 ألف متر مربع تستوعب 150 ألف مصل وبذلك أصبح المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة يستوعب أكثر من 270 ألف مصل ضمن مساحة إجمالية معدة للصلاة تبلغ حوالي 165 ألفا و 500 متر مربع .

   كما تضمن أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي بمساحة الدور الأرضي للتوسعة لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى بمساحة 82 ألف متر مربع وساحات تحيط بالمسجد بلغت مساحتها حوالي 235 ألف متر مربع منها حوالي 45 ألف متر مربع أرضيتها مكسوة بالجرانيت وفق أشكال هندسية بطراز إسلامي وألوان متعددة في غاية الجمال وهي مخصصة للصلاة وتستوعب حوالي 430 ألف مصل .

   وبهذا تصبح طاقة التوسعة الاستيعابية أكثر من 730 ألف مصل وتصل إلى أكثر من مليون مصل في أوقات الذروة وقد ألحقت بهذه المساحات المخصصة للمشاة مداخل مضاءة للمواضي 0 وتتصل بعض الخدمات بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية وتبلغ مساحتها 290 ألف متر مربع وتشتمل على مواقف تكفي لاستيعاب أكثر من 4000 سيارة وتم تنفيذها على أفضل المواصفات العالمية .

   كما تتصل مناطق الخدمات العامة والمرافق والساحات العامة بمداخل ومخارج تؤمن الحركة السهلة للمشاة فيما بينها وتحتوي على 116 سلما كهربائيا متحركاً إضافة إلى 58 سلماً عادياً تؤمن الوصول إلى مواقف السيارات وحوالي // 5600 وحدة وضوء وحوالي 1890 دورة مياه وحوالي 690 نافورة شرب في مناطق الخدمات والمرافق .

   وأقيمت اثنتا عشرة مظلة ضخمة بارتفاع السقف تظلل كل واحدة منها مساحة 306 أمتار مربعة يتم فتحها وغلقها أتوماتيكياً لحماية المصلين من وهج الشمس وللاستفادة من الجو الطبيعي حينما تسمح الظروف الطبيعية بذلك وذلك من خلال الحصوتين المكشوفتين .